Admin Admin
عدد الرسائل : 217 تاريخ التسجيل : 05/06/2008
بطاقة الشخصية اوعى وشك: المشرف على هذا المنتدا (الديشة)
| موضوع: رد الشبهات حول السنة الشريفة (1) (ناقصات عقل و دين) الإثنين يونيو 16, 2008 10:36 pm | |
| عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : {يا معشر النساء! تصدقن وأكثرن الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن، جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال :تكثرن اللعن. وتكفرن العشير. وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن. قالت : يا رسول الله! وما نقصان العقل والدين؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل. فهذا نقصان العقل. وتمكث الليالي ما تصلي. وتفطر في رمضان. فهذا نقصان الدين} الحديث صحيح و رواه مسلم.
في الحقيقة ، فإن هذا الحديث الشريف هو من الأحاديث التي أسيء فهمها و استخدامها ، و بدأ الكثيرين يخافون من ذكر الحديث أمام الآخرين خاصة ممن لا يعرفون شيئاً عن الإسلام.
و بداية فإن هناك فهماً خاطئاً للحديث ، فمن يقرأ لأول وهلة يشعر أن الحديث يلصق بالمرأة تهماً و يحملها فوق طاقتها و هذا غير صحيح. فإن الحديث في الأصل يدعو المرأة المسلمة إلى التسامي بالجوانب الضعيفة في شخصيتها التي اشتهرت بها النساء منذ قديم في مجتمعات كثيرة فلا تكون المرأة المسلمة كبقية النساء.
فيقول الحديث بداية {يا معشر النساء! تصدقن وأكثرن الاستغفار. فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن، جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال :تكثرن اللعن. وتكفرن العشير} و هي دعوة للارتقاء بالأخلاق و الترفع عن الدنايا و ليست حكماً على النساء جميعاً، بل لقد جاء هذا الحديث حتى تكون المرأة المسلمة متميزة عن الأخريات ، و أن تعرف نقاط الضعف في شخصيتها فتتعامل معها بالشكل العملي الصحيح بدلاً من المكابرة و التغاضي عنها.
ثم يسترسل الحديث في ذكر أنواعاً أخرى من الضعف في شخصية المرأة بصفة عامة {وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن.} و منها تغليب الجانب العاطفي على العقل كثيراً و استخدام أساليب سطحية – دون الخوض في تفاصيلها - لاجتذاب الرجل ، و هذا حقيقي و واضح في الدنيا كلها ، و لا يختلف مع هذا المفهوم أي شخص متابع لشؤن المرأة.
و لابد أن يفهم الناس أن هناك عاملان يؤثران في شخصية كل إنسان ألا و هما عامل الوراثة أو الفطرة و عوامل البيئة أي التنشئة و الثقافة. و بقية الحديث تتحدث عن جوانب فطرية ضعيفة في المرأة قد تتغلب عليها المرأة بالتربية الجيدة و التعليم الجيد و الإيمان القوي و الثقافة المستنيرة ، و قد لا تتغلب عليها كثيرات فيظللن في دركات هذه العيوب الفطرية.
فيخبرنا الحديث عن صفات أخرى في فطرة المرأة منها نقص العقل. و نقص العقل بداهة لا يعني الجنون أو البله ، بل يعني النظرة القاصرة أو غير المتعقلة للأمور. و قد تكون امرأة تسامت بنفسها إلى درجة تجعلها راجحة العقل قوية الفكر عادلة معتدلة في حكمها على الأمور فجزاها الله عز و جل خيراً ، و قد يكون هناك رجل هبط بنفسه حتى أصبح ذو عقل تافه و سفاهة ، و لكن النبي صلى الله عليه و سلم يتحدث عن حالة عامة جداً و عن الجوانب الأعمق في شخصية المرأة في كل العصور و ليس عن استثنائات فالإسلام يتعامل مع واقع مؤثر ملموس على الأرض و ليس مع شعارات براقة عن المساواة أو فرقعات إعلامية وهمية.
و القرآن يجعل شهادة رجل بامرأتين إغلاقاً لباب عام يحتمل أن تأتي منه المشاكل لضمان عدم ضياع حقوق الناس و ليس اتهاماً لكل النساء بالقصور الفكري. فالتفتيش في المطار ليس معناه اتهام كل شخص بأنه مهرب أو مجرم خطير و لكن سداً لباب يحتمل أن تأتي منه المشاكل و لا حل له إلا تفتيش الكل حتى لا يخرج من بينهم قلة يؤذون الكثرة. و القرآن لا يمكن أن يقول "شهادة رجل بامرأتين ما عدا الحالات الاستثنائية و الخاصة من النساء العاقلات و العالمات في دولة كذا و دولة كذا عام كذا و كذا...الخ" و ما هي إذاً مقاييس هذه الحالات؟
و بالنسبة لبقية الحديث عن نقص الدين فليس المقصود نقص الإيمان بل المقصود قلة التكاليف الدينية عن الرجل رحمة بالمرأة و تخفيفاً عنها. اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه.
و الإسلام اللذي كرم الإنسان {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء ، الإسلام دين الرحمة بالعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء. ذلك الدين اللذي ضحى أتباعه في سبيله بكل شيء {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} من الآية(111) سورة التوبة ، لا يمكن أن يجعل إهانة المرأة هدفاً له بداهة و عقلاً و لابد أن تفهم مثل هذه الأحاديث في سياق التوجيه و التربية و الارتفاع بمستوى المجتمع من جهة و في سياق التخفيف و الرحمة و وضع الأمور في مواضعها الصحيحة من جهة أخرى و لا ينبغي أن يفهم على أنه إعطاء امتيازات للرجل على حساب المرأة لأن هذا يتنافى الإسلام {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات.
و في النهاية، فإن لي كلمة مع من يسيئون استغلال مثل هذه الأحاديث لإيذاء النساء من الجهال و كارهي المرأة و المتسلطين و من ثم الإساءة للدين ، فليتوبوا إلى الله عز و جل و يتوقفوا عن الإساءة باسم الدين ، فإن كانوا لا محالة مسيئين فليرفعوا أيديهم الغليظة القاسية عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم و هو من كان ألطف الناس و أرق الناس و أرحم الناس.
لو سمحتم الرد ممكن | |
|