الحرم الثالث

عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 22/06/2008

[size=25].
.

لا احد ينشغل بطوب الأرصفة والممرات المُوصِلة ، طالما أنه وُضِع ليُداس بالأقدام !

.
.

يشبه حرماً ثالثاً . . ورغم أن الكل -هذه المرّة- يقفون على خدمته
إلا أني اشكّ في طهارته
الخالدون "العاسفون" لمشاعر الخوف من الله . . أشكّ في طهارتهم !
قدسوه وخبأوه عن الأعين . .
ربما لأنه لصٌ لا يكثر الكلام ، العصابات لها شؤون ومن بينها قلّة الكلام ،
وكان هو -ومازال- أقلّهم حديثاً . .
وأطولهم باعاً . . في السرقة
وأقدمهم نسباً . . في العائلة
فجعلوه "الحرم الثالث" !
يحجّ إليه الوزراء والأمراء وغير المغضوب عليهم . .
يطوفون بمزاجه . . خوفاً وطمعا !
يمارسون في حضرته تجربة الذل . . وينجحون
ينصرفون بتذاكر سفر وبدرة مال . .
ينصرفون بلا ماءٍ في وجوههم . . وما حاجتهم به
تركوه له ليغسل به "قدميه" بعد يوم عملٍ شاق !

.
.

كثيرةٌ هي الأشياء التي تُرافقهم . .
غالية في المبادئ
رخيصة عند أول محك !
ليس آخرها . . "الوطن" ،
ولكن أولّها . . نحن !
لمن يهمه الأمر . .
نحن الماء الذي كان في وجوه القوم
أراقونا عند قدميه القذرتين . .
فلا هو تعفف عنه . .
ولا هم حرصوا "علينا" !

.
.

في قديم الزمان . .
كانت جاريته . . "تهز سرير الملك بيمينها" !
فتسقط "الهبات" على غرار المناصب . .
رحل الملك . . وكسدت الجارية ،
ومابرحت "شماله" تعبث بسرير "الوطن" . .
فتسقط أشياء كثيرة . .
أعلاها القيم وأدناها النفوس !

بالأمس كانت الأمور تسير "بالواسطة"
تألموا . . احتجّوا
ثم اكتشفوا أنهم يسيرون في طريقٍ "دائري"
فكروا بالخروج . .
فأوجدوا الشفاعة "مخرجاً" شرعيا !
أصبحت الأمور الآن تسير "بالمال" . .
لا أحد يتألم . . ولا أحد يحتجّ . .
ورغم أنهم يسيرون في "دائري" آخر حول جهنم
إلا أنهم لا يفكرون بالخروج . . لأنهم يملكون "المال" !
ولا حاجة "لمخرج" شرعي ، لأنه وببساطة . .
لم يعد مهمّاً !
.
.

لا احد ينشغل بطوب الأرصفة والممرات المُوصِلة طالما أنه وُضِع ليُداس بالأقدام . .
فالغاية كانت خزنة "معاليه" !

قلم / سيّار

خربشات شجية يندى لها اضطراب الفكر وتماوج المبادئ وصراعها داخلي
تتعبني كثيرا

ولا أجد لها حلاً ؟![/size]