pomba زائر
| موضوع: مرض سيلان الدم "الهيموفيليا":أمراض تصيب الأطفال الذكور فقط السبت سبتمبر 06, 2008 2:02 am | |
| اعتدنا أن نطلق على المرأة أنها الجنس الأضعف والأكثر رقة والأقل ضماناً والأقل احتمالاً.. ومع هذا فالطب يثبت العكس.. إن الذكر هو الجنس الأضعف، فعمر الذكر في متوسطه أقصر من عمر الأنثى، وكثير من الأمراض يصيب الذكر أكثر من الأنثى، كضغط الدم والذبحة القلبية وغيرها، ولذلك فإن موضوع حديثنا هنا سيكون حول تلك الأمراض التي تصيب الأطفال الذكور دون الإناث، بل الأكثر من هذا فهي تنقل من الأمهات الإناث إلى أطفالهن الذكور فقط.
إن أهم هذه الأمراض التي تصيب الطفل الذكر دون الأنثى هو سيولة الدم "الهيموفيليا"، وكذلك بعض الأمراض الأخرى التي تصيب الذكور فقط، منها أمراض الضمور العضلي، وكذلك نقص أنزيم سادس فوسفاتين الجليكوز الذي يؤدي إلى حدوث الأنيميا الحادة للطفل حتى يتناول الطفل الذكر الفول المدمس أو أي أنواع الفول أو بعض الأدوية كالأسبرين والسلفا.
أما عن سيولة الدم أو مرض الهيموفيليا فإن أهم ما يحتاجه الطفل في حالة حدوث جرح هو سرعة إيقاف النزيف من الوعاء الدموي المجروح وإلا استمر الطفل في النزيف من أبسط جرح في جسمه حتى يموت.
وما يحدث عند جرح الشريان أو الوريد هو أن الصفائح الدموية تتجمع حول الفتحة التي تكونت ثم تطلق مادة تسمى الثرومبوبلاستين التي تتفاعل مع مواد أخرى كثيرة في دم الإنسان منها مادة البروتين المضاد للهيموفيليا، وينتج عن هذا التفاعل الجلطة الدموية التي تسد الثقب مؤقتاً وتمنع النزيف حتى يستطيع الوعاء الدموي أن يكون نسيجاً جديداً يقفل به هذه الثغرة نهائياً.
وفي مرض الهيموفيليا أو سيولة الدم تنقص مادة الروتين المضاد من دم المصاب فلا يستطيع تكوين الجلطة الدموية عند جرح وعائه الدموي فيستمر ينزف لمدة طويلة..
أما عن أعراض المرض فتختلف باختلاف موعد ظهورهاً، إنها تظهر عند الطفل حديث الولادة في شكل نزيف شديد عند الطهارة مثلا أو عند قطع الحبل السري في يوم ميلاده، وقد يتأخر ظهور الأعراض حتى سن كبيرة عند أقل احتكاك أو أبسط خبطة وخصوصاً في سن تعلم المشي التي يتعرض فيها الطفل للوقوع كثيراً.
وفي أحيان أخرى تبدأ الأعراض بنزيف شديد من الفم عند خلع أحد الأسنان، أو أثناء إحدى العمليات الجراحية كاستئصال اللوزتين ولهذا السبب يصر الأطباء على قياس سرعة نزيف وتجلط الدم للطفل قبل إجراء مثل هذه العمليات.
أشد أعراض الهيموفيليا هي النزيف المفصلي فنجد المريض وقد تورمت أحد مفاصله الهامة كالركبة تورماً مؤلماً يشل حركتها مؤقتاً، ولكن الدم الذي تكون في المفصل ما يلبث أن يمتص تدريجياً وتعود الحركة إلى طبيعتها الأولى إذا ما حرصنا على منع تكرار النزيف.
وتكمن خطورة مرض الهيموفيليا ليس فقط في النزيف الشديد، بل إنها تتوقف على مكان النزيف فبضعة سنتيمترات من الدم في حالة نزيف المخ تؤدي إلى عواقب وخيمة.
ولأن مرض الهيموفيليا من الأمراض الهامة التي يجب أن نعرف عنها الكثير فإن أهم ما يجب أن نعرفه عن المرض هو كيفية الوقاية منه وهو موضوع المقال القادم بإذن الله.. |
|